السبت، 17 مارس 2012

زهرة البنفسج


  

 عرفتها بجمالها و عقلها و جنونها و هدوئها وعزة نفسها و بهائها و كبريائها و طيب نفسها و صدقها و علمها و عنفوانها و صفائها و استقلاليتها
  إنني أتكلم عن فتاة كانت الصدفة حليفة حظي في اللقاء بها في تلك الفترة العصيبة في حياتي حينما ضاقت بي السبل و غلقت أمامي الابواب و تبعثرت معي الاوراق و نسيت طريقي و انغمست في الركون و الكسل العدول
   طريقتي لم تكن كما أنا الآن كنت متجهما عصبيا تائها بلا أمل شاردا بلا عمل ناطقا بألفاظ عيبوني فيها و عيروني بها و مع ذلك إنتشلتني مع أنها لم تكن مثلي تماما و لكنها أوقفتني قائلة : إنفض عنك هذا كله و دع روحك تتكلم بما في قلبك لا بلسانك و عقلك المراوغ
  من أنتي ؟  نظرتي اليها فابتسمت تلك الابتسامة التي حيرتني و اذهلتني و دفعتني بأمل و أنستني بتفائل و بددت كل ما كان ليكن من اليوم إنسان جديد
   اهتز قلبي .. ذهل عقلي .. بياض اللون من بدر قد أشرق و بنور الشمس قد أذهل سكونا و أهداني دفئا و بسط حنانا بحلم في اليقظة تجرد .. رقة الخدود من نبت الورود .. كم في العيون من شجون و سحر يسافر بالرموش بإطلالة حاجبين كالسيوف .. ليست شفاه بل معاني فيها إمتنان و حسن اقتناع .. أنف بالعزة اعتلى و بعرش الملوك إغتلى و بعزة هام و إفتتن .. شعر في سواد الليل و رقة الحرير إنسدل .. بعقد العنق إمتهن و إنتفض .. مع طول قامة إنتصب جسد بخصر اشتكي ضمة النخيل نحيلا .. ناهدة الثديين مكسرة البطن بقوام سبحان المبدع .. تحدثت و لم أعرف لحديثها كلاما الا بإشارة إصبعها و حركة يدها بخفة  دم و سعة صدر و روح شرحة .
   إتطمأننت لها و فتحت صدري معها و انتحبت حديثا عندها و شكوتها و سهرتها و عددتها و واعدتها و سكت لها و سمعتها و حكيتها و عرفتها و عرفتني و أحالتني من يائس بائس لجديد بلا ماض بلا أحزان بلا أهوال بلا ظلام فنورها و سكونها و تلك روحها و علمها و غيرتها الممتدة حتى لظلي و صمودها في التحدي
   غيرتني بددتني الى ما أنا عليه الآن فإشكروها و إدعولها و أعلموها أنني أحبها حبا لو وزع على العاشقين لكفاهم
  دعوة شكر لا تكفي و بكاء دم لا يوفي فهي جميلة من بعيد و مليحة من قريب و شريفة في عز أهلها و ذليلة في ذات نفسها و مواتية لروحها بورد عطرها
  حبيبتي إعذريني .. أهديكي كل كتب العشق و الجمال .. أدعوكي بكل صفات الدلال .. أخاطبك بلفظة الامراء و حكمة النبلاء .. وحدكـ حبيبتي
                                                                    زهرة البنفسج
  أحمد خليل عرابي
 

2 التعليقات:

شكرا اليك يـــــــــــــا زهره البنفسج
يــــا من بسببك قد قرانا اجمل واروع واعذب الكلمات فى حقك
شكرااليك يـــــا من ادعوكى انا (بصدفه) كما قال كاتبك عن لقاءه بك

صدفة تقابلتم غيرتم في بعضكم تغير طبعكم سحرتم حياتكم بأللوان لحياه الرائعه و بها وبها فقط زهرة البستان كتبت كتبا شكرا عرفان لمن غيرة حياتك فأنت كذلك لها دخلت فغيرة " أحالتني من يائس بائس لجديد بلا ماض بلا أحزان بلا أهوال بلا ظلام فنورها و سكونها و تلك روحها و علمها و غيرتها الممتدة حتى لظلي و صمودها في التحدي" تتضاعف قواكم في التحدي لأن تمسكوا نجوم السماء بالصبر نمر من كل الأمور صبرا حبيبي إلى موعد لقاء بلا فراق

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More